توقف…

سلامٌ عليكم إخوتي.. سلامٌ عليكم رفقاءَ الروح.. سلامٌ عليكم بنو البشر يبدأُ يومنا بصحوة من موتة صغرى لنكمل ما انتهى إليه يومنا السابق ٬ نصحو لنغفو غفوةً أخرى ٬ غفوةً عمياء… غفوةً اكتست بثوب العيش و تزينت بما تعتقد أنه من أجمل و أهم ضروريات الحياة . قد نصحو بين الفينةِ و الأخرى لمدةٍ قصيرة ٬ صحوةً قد تنادي باستعجال غفوتنا الخادعة لتتهرب من مواجهة حقيقتها. لم الانغماس باسترسال؟ لم غض بصيرة عقولنا وقلوبنا عن حاضرنا أحياناً ؟ قد لا نعي هذا الانغماس معتقدين أن الغد هو صنيعة عمل الحاضر كلياً بعد مشيئته سبحانه. قد تتغير أحلامنا التي رسمناها بالأمس ، قد لا يبدو لنا هذا التغيير إلا بعد زمن ليس بقصير. ألم نفهم طبيعة التغيير بعد ؟ ألم نتعلم حقيقة كون التغيير عملية مستمرة؟

أخص بحروفي هذه نفسي٬ فلطالما استوقفتها بسؤالي عن ماهية ما تريد ٬ ماهية أمانيها و أهدافها ٬ ما هيتها يوماً عن يوم في هذا العالم المتسارع. أريد الاستمتاع بأمسي و يومي و غدي ٬ أختار من الذكريات أجملها لرسم البسمة على قلبي ٬ أستشعر نعم حاضري بتفاصيله  ٬ أتطلع للغد بأمل و أعمل له. قد لا أملك المفاتيح الكافية لتحقيق ما أريد ٬ لكن رزقت بأحدها ٬ لا يبدو على قدر ما يملك من السحر ٬ و هو التأمل.

آمنت بتأثير التأمل و ما يحدثه في النفس من سكينة تفتح أبواباً مقفلة لعالم غني مليء بالجمال. يزيل رواسب بعض الأفكار و الأحداث ٬ يضيء بعض الجوانب المعتمة ٬ يجد الرابط بين العديد من الخيوط المترامية الأطراف ٬ يسمح لنا بأخذ جولة على أنهار دواخلنا  و شاطيء معتقداتنا ٬ و يعيننا على استجماع ما تحتويه من قوى و طاقات.

توقف.. تنفس.. أنصت.. تأمل.. تفكر بجوانب حياتك ٬ ارسمها بحقائق الحاضر لجلاء مضامينها. أعد رسمها بتعديلات شخصك الجديد و أمانيّك الجديدة. و في النهاية تأمل لوحتك و استشعر جمالها بجانب لوحات غيرك.. لنتوقف ولنستشعر أرواحنا و نفتح باب الحديث معها لنعيش برؤيا أجلى و أصدق ..

أبدأها و أنهيها بأعذب الكلمات إلى قلبي.. سلام